2014/06/07

البيت

شانهم شان بيوت هذا الحي الفقير. كان بيتهما صغيرا في مساحته ومتواضعا في بناءه ولكن هذا الأمر لم يمنع جميل وجميلة عن اللعب فيه مستضيفين أصدقائهما الصغار من أبناء الجيران. كالكثير من اللعاب الفقراء فان التراب يدخل عنصر رئيسي فيها. الرجال جميعا خرجوا للعمل أو للبحث عنه فيما كانت النساء تقوم بالأعمال البيتية المعتادة. فجأة دوى صوت انفجار قذيفة. هرع الجميع إلى إحدى الغرف الأشد متانة وهم يلتصقون ببعضهم البعض. أطلقت إحدى الطائرات صاروخها ليختفي الجميع تحت ركام البيت الذي هد من أساسه.
لفت انتباه هلكان بيت مدمر على شاشة التلفاز والرجال يخرجون من تحت أنقاضه جثة طفل في الخامسة من عمره. اطرق برأسه مهدودا ودموع غزيرة تنحدر على خديه. لم يتمكن من إيقاف نزيف دمعه فسكت عن الكلام المباح إلى أن يدرك الشعب العراقي وفقراءه نور الصباح.

ليست هناك تعليقات: