2020/10/21

اشكاليات " الربيع العربي " .. الاحتجاج الجماهيري

عندما نزلت الجماهير بشكل واسع ، واحتلت الساحات ، مطالبة باسقاط الانظمة ؛ انتعشت قلوب اليساريين ، بالذكريات العظيمة للكفاح الثوري الذي تلاشى تقريبا بشكله الصدامي من اجل حقوق الشعوب والكادحين والكرامة الانسانية .. من كان يصدق ؟ لقد كان حجم التضحيات والقدرة على الصمود والتصدي المستميت للحملات القمعية باهرا يعطي الانطباع عن حجم ما وصلت اليه معاناة الجماهير ويأسها من استمرار الحياة في ظل الاوضاع التي تعيشها . من جانب اخر ، لنلقي نظرة على ما جرى وما نتج من هيمنة عناصر الردة الاكثر سوادا من الانظمة ، ومشاريعها المضللة ، المتخادمة في الجوهر مع المصالح الاستعمارية ، وكذلك طابعها التخريبي للنسيج الوطني ، ومجرد القاء نظرة فاحصة على ما حدث في هذه الحراكات ، حتى نرى مؤشرات خطيرة ، اخرها وليس نهايتها ما حدث في السودان ، وما انتجته من هيمنة الخط النيولبرالي ، المطبع ! كما نشاهد الطابع الانتقائي لهذه الاحتجاجات وخصوصا في دول محسوبة على حركات التحرر في العقود المنصرمه ، بينما بقيت الدول الاكثر رجعية وارتباطا بالغرب على حالها الا من بعض الضربات في الريش . وفي هكذا وضع مركب لا تجدي الرؤى السطحية في توضيح ما حدث ، كمثل اتهام الجماهير بالعمالة وانها مدفوعة الثمن ، فحجم التضحيات لا يقر هذه الفرضية ، وكذلك النظره الطهرانية على هذه الاحتجاجات وتمجيدها بدون النظر الى ما انتجته من نتائج ضاره ، على الضد من ادعاءاتها بالثورية ومصالح الشعب فقد اثبتت الاحداث ان كثافة التواجد في الشوارع تحت شعارات ضبابية لاتمس جوهر انظمة الاستغلال اخطر من السكوت عن هذه الاوضاع .. انها حالة مركبة ومعقدة تحتاج الى اشتغال الفكر بكثافة لمعرفة لماذا يحدث هذا ؟