2015/12/19

حول الدونية وجلد الذات

تتصاعد حملة واسعة ومتعددة الاطراف " لأثبات ان الشعب العراقي هو شعب غوغائي ، نهاب سلاب ، بدوي لا يمكن ان يتغير " مصير اله جاره " . قسم منها يتخذ " العلمية " وسرد الوقائع التي تؤيد رؤيته ، وقسم كبير يتخذ من النزق والتذمر من الاوضاع السيئة المريرة الطويلة والمعاناة منطلقا لتذمره ..
المشترك بين هؤلاء هو النظرة التي تعزل الظواهر عن ظروفها وشروط انتاجها التاريخية وتعطيها نوعا من السكونية والذاتية والدونية ، وكأنما هي ظاهرة جينية ثابتة ـ مع العلم ان الجينات نفسها ممكن ان تعدل علميا ـ او انها حدث متفرد لم يمر به اي شعب او امة في العالم ، وهو شيء تدحظه الوقائع والتاربخ .
المشكلة ان هؤلاء ، وكما يقول المثل المصري ، ( جابو الديب من ذيلو ) فتراهم يبحثون عن كل السلبيات في تاريخنا ، ويرفضون اعطاء اي موقف ايجابي ويشككون به ويدخلون في نقاشات واسعة لنفيه او التهوين منه او تسفيهه بحيث تكون المحصلة ( مفيش فايده يصفيه )
اما عني فأنا لا اؤمن بتصنيم اي شيء وكل شيء خاضع للنقد والتجاوز ولكن هناك فرق بين نقد ونقد ..
عندما ثار الشعب العراقي " البدوي والعشائري " ضد الاحتلال البريطاني الاول وسطر البطولات لم يكن يمتلك التنظيرات وسأكتفي بهذه الحادثة :
اسر البريطانيون مجموعة من الثوار العراقيين وكان من بينهم شاب فخافت امه ان يتخلى عن جماعته ويضعف فخاطبته :
بس لا يتعذر موش آنه . فاجاب :
حطوني ابحلكه وكلت انه ( وضعوني في فم المدفع وقلت انا من الثوار ) ..
كم منا من لايصل الى ربع قامة هذه الفلاحة " الامية " ؟

الطائفي

الطائفي لا يهمه ان تضيع الاوطان والشعوب مقابل ديمومة عدائه للمختلف .. هذه اللعبة التي اتقنتها المخابرات الاجنبية الامريكية والاسرائيلية وغيرها وقد نجحت في تدمير المنطقة .. نريد اوطاننا ولتذهب صراعاتكم الى الجحيم