2017/06/23

مقامة الاثار ودماء الشهداء



سألت #العم_هلكان عن اللغط الكثير وتبلل الافكار الخطير الذي اعقب تفجير الحدباء من قبل الدواعش الجرباء ، بين الجموع ، ما بين متألم ومفجوع ، وبين فرح ملسوع فأجاب :
اعلم يا ولدي ان حالتكم تفرح الاعداء ولا تسر المحبين النجباء والوعي عندكم قد تبلبل وتشوه ، وافتقدتم ميزان الاشياء ، وأخذت تجركم الاهواء حتى تخبطتم تخبط عشواء بليل مدلهم السواد ، فأنما الشعوب بتاريخها ، وآثارها شواهد حية على سلبها وايجابها وهي شيء لايمكن تعويضه لذا فأن الامم الحية تحافظ على آثارها كما تحافظ على حدقات عيونها ، وبها تفتخر وتحافظ على حاضرها لبناء مستقبلها . فلم نر امة من الامم اختلفت على تاريخها والحفاظ على شواهده الا انتم . فقدتم كل شيء في حاضركم فأخذتم تستهزؤن بكل شيء بخفة وبلا مسؤلية حتى صرتم نهبا مشاعا لكل من هب ودب يساندهم منكم من اثرى على حساب مصائبكم من قومكم وارتضى ان يبيع نفسه ويبيعكم ارضاء للاسياد .
قلت يا عم ولكننا بذلنا الكثير من دماء الشهداء الحارة ، فما قيمة الحجارة البارده ؟
بان الحزن على وجهه والالم . ولف له سيكارة وولعها واخذ نفسا طويلا ملا الجو بدخان كثيف ، ثم اجاب :
اعلم يا ولدي ان قصتكم كقصة سعيد .. فيما مضى من الزمان كان الناس يشترون العبيد علنا وليس مثل الان حيث تستعبدون بطرق لعينة ومستترة وانتم تتصورون انفسكم احرارا وتفتخرون بعبوديتكم المستترة .كان احد التجار الموسرين قرر شراء عبدا يستعين به على اشغاله وأموره فذهب الى سوق العبيد ولفت نظره عبدا مفتول العضلات ، في كامل صحته ، اسمه سعيد ،ولكن لم يقف عليه احد فسأل مالكه فبين له ان فيه عيبا يمنع الناس من شراءه وهو انه يكذب في السنة مره ، فضحك التاجر حيث ان الناس يكذبون في اليوم الف مره فأشتراه ووقع على صك يتحمل فيه مسؤلية عيبه .. سر بيه التاجر فقد كان يعمل باخلاص وحماس . وفي يوم ذهب التاجر مع رفاقه التجار الى بستان له للنزهة وقد جهز سعيد كل المستلزمات وخدمهم في نزهتهم بافضل الخدمات . تذكر التاجر شيئا قد نساه فارسل سعيدا ليجلب له مبتغاه . وقبل ان يصل سعيد الى المدينه . شق ثوبه ومرغ بالتراب جسده ودخل المدينة وهو يلطم على رأسه وقال للناس ان التجار قد وقع عليهم الجدار ، ثم ذهب الى البيت واخبرهم المقال وان عمه قد مات فصرخت النساء ولكنه قال لا يلذ العيش بعد موته فاخذ يحطم كل ما في البيت وعائلة التاجر معه . ثم ذهب الى الى الزريبة فسمم الحيوانات ولم يبق اثرا لشيء . سألني ؟ ما علاقة موت التاجر بتدمير كل شيء ؟ قلت : لاتوجد علاقة ، بل هو عمل اخرق . قال اذن ما ذنب الآثار بدم الشهداء حتى تفرحون بتدميرها ؟ صمت لانني لم اجد علاقة معقولة وخرجت تاركا العم مع حزنه وسيكارته