2012/11/01

اضراب 1970



              
ان للحركة الطلابية العراقية ، تاريخا من الكفاح ، اقل ما يقال عنه انه تاريخ مشرف ومضيء ، حيث كانوا رأس الحربة في الدفاع عن حرية الشعب والوطن .لقد شكل اضراب طلبة اعدادية الشطرة للبنين ، في توقيته واهدافه ،مفصلا مهما من مفاصل التحدي للدكتاتورية الحاكمة ، واستشرافا ذكيا لحقيقة السلطة الفاشية ،وفي وقت مبكر ، رغم الضبابية السياسية التي كانت تلف الوضع السياسي حول طبيعة السلطة " المعادية للامبريالية " وما الى ذلك من ترويج لتقدميتها .
لقد كانت سياسة تبعيث المجتمع الفاشية التدريجية قد ابتدأت لصهر المجتمع بكافة وسائل الاكراه ، في تنظيمات حزب البعث ، وكان القطاع التعليمي هو الاول ، لما للتعليم من اهمية في المجتمع ، لذا حاولوا اغلاقه للحزب فقط .
لقد تم توزيع استمارات يقر فيها الطلبة ، بأن حزب البعث هو حزبهم ،مما ادى الى تبادل الرأي بين الناشطين ، الذين اتفقوا على التهيئة لاضراب مطلبه الرئيس هو الغاء هذه الاستمارة لتعارضها مع حرية الطالب في اختيار انتمائه السياسي .
تشكلت لجنة لقيادة الاضراب ، وعقدت عدة اجتماعات لدراسة الامر واتخاذ الخطوات اللازمة لانجاح الاضراب ، فكانت النتيجة هائلة فقد استقطب الاضراب معظم الطلبة وحقق مطلبه بالغاء الاستمارة واعادة الطلبة المفصولين من قادة الاضراب الى المدرسة .
وانتقاما من بعض الناشطين فقد وجهت تهم جنائية ، حيث تم توقيفهم من قبل الشرطة، بتهمة الاعتداء على مدير المدرسة وهم :الراحل علي عبد الصاحب ،احمد عباس الصالح ، زيد خلف وكامل الجباري ولم يجر اطلاق سراحهم الا بعد ان اخذت لهم " صحيفة اعمال " في مديرية الامن وبذلك انظموا الى قائمة المغضوب عليهم من النظام وتعرضوا للمراقية الى حين سقوط النظام .. فعلا انها ايام مضيئة  جرى التعتيم عليها حيث ان اهميتها لا تكمن في الاضراب ذاته فقط وانما بالتعاطف الكبير في صفوف قطاعات واسعة من الشعب المتعاطفين مع الطلبة واهدافهم ..كان من التحديات الاولى المشرفة للاستبداد السياسي والوعي العالي .. اين نحن منه الان ؟!.

ليست هناك تعليقات: