2012/01/15

لا تكن عبد غيرك


منذ تواجد الانسان على الارض وهو يبحث عن سر تواجده وطبيعة كينونته . وكانت مسألة حرية الانسان هي الاطروحة الازلية للبحث الانساني وما زالت . كثيرا ما استوقفتني كلمات وجيزة ، قالها الامام علي ، نرددها كثيرا دون ان ننفذ الى مراميها ونغوص في معانيها بسبب العقلية التلقينية المرددة والمكرره الذي " امتازت " به العقلية السائدة .
لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حرا ..كلمات موجزة تعني الكثير . ان كينونة الانسان قد بنيت على الحرية واشتراط وجوده مقرون بحريته ، وبهذا يتم الرفض التام لكل الدعوات والتسويغات ، تحت اية مظلة كانت ,التي تعطي لقهر واجبار الانسان على تفكير او فعل ما شرعية بالمطلق . كما انها اوعزت الى الفعل الانساني مسألة تحقيق ذلك في رفض هذه العبودية ومقاومتها وجعلت من الكفاح التاريخي للانسانية شرطا لتحقيق هذه الحرية ضد كل الارتهانات التي تحد منها فلا يتم انتظار الحرية كمنة او هبة او توسل ووعظ من جهة ما فالحرية تنتزع ولا توهب .
اذن هي دعوة لاعادة قرائة تاريخنا بعقلية فاحصة ناقدة فالامة التي لا تقرأ تاريخها بالشكل الصحيح والمطلوب لن تستطيع بناء حاضرها بل لا مستقبل لها ايضا .

ليست هناك تعليقات: