2010/12/11

ويكلكس

حرب غوُار الكترونية ؟
لاشك إن تاريخ الإنسانية هو تاريخ صراع طويل على السيطرة والنفوذ والهيمنة ، جماعات وأفراد ، عبر وسائل ووسائط ومسوغات لا حصر لها . ولأنها متفكرة فقد اكتشفت الكثير من التوابل وزوقتها لإعطاء أبعاد مقبولة لطبخاتها الرديئة وجعل رائحتها الكريهة قابلة للشم .
منذ تصدر الولايات المتحدة الأمريكية لمركز الهيمنة على العالم كانت طبخاتها الرديئة وما زالت مليئة بالشواط الحاد الذي ستحاول التعتيم عليه بتوابلها السقيمة ، المكررة حد الملل ، إلا أنها استطاعت إخفاء ذلك ، لا لجودة هذه التوابل بقدر إحكام قبضة آليات الهيمنة المختلفة على الوقائع والرأي العام . وطيلة عقود طويلة من الزمن ، ولربما قرون ، اضطرت الشعوب والجماعات ، بعد نفاذ الصبر والوسائل الأخرى ، إلى استخدام السلاح من أجل المقاومة ، وما عُرف بحرب الغوُار في القرن المنصرم ؟ لأحداث ثغرات مهمة في جدار الهيمنة ، حقق انجازات هنا وإخفاقات هناك ، إلا أن آليات الهيمنة السائدة استطاعت خنق هذه التجارب أو اختراقها وتحويل مساراتها وبالتالي تحولت في كثير من الأحيان إلى محاولات سيزيفية تكشف الكثير من الدم .
من خلال هذه المقدمات يمكن لنا أن نؤسس لفهم إشكالية ويكلكس وما يشابهه باعتبارها بداية حرب غوُار الكترونية وفرها التطور التكنولوجي الهائل لمقاومة كافة أشكال الهيمنة والفساد والتسلط وانتهاك كرامة وحقوق الإنسان في كل مكان وزمان ، ومن أي قوى مهيمنة مهما كانت التوابل التي تستخدمها .
وسواء كان السيد أسانچ وسيلة مستخدمة ، وفق آراء أصحاب نظرية المؤامرة ، أو ربما وفق آليات نظام الهيمنة التي تشككنا بكل شيء . أو ربما كان جيفارا العصر الالكتروني الذي يهدف إلى المساهمة في صنع عالم إنساني أفضل ، ولربما هو إنساني منسجم مع إنسانيته ومتضامناً مع أبناء جنسه ، ولكن الشيء الأكيد إنه فقأ دمامل نظام الهيمنة التي تعفنت بما فيه الكفاية ، وأزاح الستار عن الليبرالية المزعومة للإدارة الأمريكية التي تلاحق السيد أسانچ وموقعه ، ناسية إن المارد قد أنطلق من القمقم ، وقد يكون من الصعب بعد الآن حبس جميع المردة في القماقم الصدئة .

ليست هناك تعليقات: