2015/04/13

باختصار ووضوح... حول طبيعة أزمة الإنهيار...

احمد الناصري




أزمة الانهيار التاريخية الشاملة التي تشهدها منطقتنا العربية، وبالصميم منها أزمة إنهيار بلدنا العراق، هي أزمة نهضة بالأساس وبالعمق (أزمة عدم الخروج من الماضي وتقاليده وتخلفه نحو المستقبل بالمعنى الواسع) لها أسباب وتجليات وتفاصيل فكرية وسياسية وتطبيقية كثيرة.
كان الصراع في منطقتنا مع بداية انبثاق حركة التحرر الوطني وقيام الدول (الوطنية) يدور بين محاولات التقدم وبين التخلف والرجعية، ووجود انقسام بين التطور والتخلف والتقدم والرجعية، انسحب على مواقف الدول والاحزاب السياسية والمحاور والكتل والأحلاف العسكرية التي يصممها ويديرها الخارج، ثم برزت قضايا التنمية والاستبداد والحريات والقمع وتشوه الدول والفشل العام. كانت إيران بقيادة الشاه جزء من الحلف الرجعي الخارجي الذي يضم تركيا وباكستان بتمويل سعودي، رغم وجود الخلافات الطائفية التي يجري تحريكها وتوظيفها الآن. مصر تصادمت مع السعودية في اليمن على أساس قضايا الاستقلال والتقدم والنوايا والمواقف الرجعية.
الآن يجري الجنوح والتحول نحو الطائفية العلنية، حسب توصيات وامنيات كيسنجر وغيره المبكرة، لتدمير المنطقة تماماً وجعلها معطوبة وغير صالحة للعيش، لاستمرار السيطرة عليها، لحماية إسرائيل وتأمين النفط أو بالعكس، حسب الأهمية.
هذا سبب ونتيجة مزدوجة للوضع وتطبيقاته السياسية وتعبيراته الإعلامية الغريبة، حيث يندفع ويطفوا الوعي والسلوك والاخلاق الطائفية بدون تفكير أو تردد. فالبعض يرفض طرد داعش من تكريت أو استعادة الموصل على أساس طائفي مكشوف. كذلك هناك من يؤيد الحرب على اليمن رغم كل مخاطرها واشكالاتها على نفس الأساس! لقد وصل الأمر إلى دعم داعش والقاعدة في سوريا والعراق واليمن مباشرة لمنع تحول (طائفي) آخر، وهناك من يدعم ويؤيد التوسع والتمدد الإيراني...
الإعلام في كل الجهات والأطراف يجهد لعرض وتبرير ما يحصل بلا طائل، لكن حسب التكليف والدفع فقط، كما في بلادنا سابقاً وحالياً!
نحن بحاجة إلى وعي نوعي جديد ومتطور، وعي نقدي، موضوعي وجريء، لمواجهة أزمة الانهيار التاريخية، وليس القبول بها بالجملة أو بالمفرق والتقسيط، تحت تبريرات بائسة وباهتة تساهم في تفاقمها وتكريسها وليس المساهمة في حلها!
- يا مصر العزيزة والجميلة، الإرهاب الذي يضرب الجيش المصري في سيناء هو إرهاب داخلي لا يمكن حله بالهروب والتورط في اليمن البعيد في مشروع سعودي مشبوه ضد الشعب اليمني الفقير!
- العبادي يتوسل بأمريكا لتسليحه بسلاح ثقيل وجديد! طيب لماذا لم تسلحكم أمريكا كل هذه السنوات الطويلة من الاحتلال والتبعية والمعاهدة الأمنية المذلة؟!
يقول الشاعر أدونيس «أخشى ان يأتي وقت لا أظنه ببعيد يتهم فيه بالكفر والزندقة كل من يتحدث عن فلسطين». هذا أصل القضية والصراع والخراب، أو من الأصول المعقدة الكثيرة. هذه هي النتيجة المطلوبة (أنظر ازمة مخيم اليرموك)!
- الأزمة الراسمالية تستمر وتتفاقم وتسقط معها جميع أصباغ وادعاءات تخفيف الاستغلال والنهب... الأزمة في منطقتنا تنعكس بطرق حربية وإرهابية وسياسية مختلفة إلى جانب الفقر والجوع وكارثة المهجرين والنازحين والمطرودين من بيوتهم، عدا القتل والقتلى!

ليست هناك تعليقات: