هناك علاقة بين الانحطاط الفكري والانحطاط الاجتماعي في المجتمعات . لنأخذ
المعتزلة ، على سبيل المثال ، كأول حركة فكرية منظمة في التاريخ الاسلامي ،
قامت بعقلنة الفكر الاسلامي ، ونرى ان ازدهارها قد بلغ ذروته في
عصرالمأمون ، والانفتاح الكبير على الفكر العالمي الذي ارتبط بحالة
الرفاهية انذاك ،وتقدم الجدل وازدهار " علم الكلام " والمناطرات الفكرية ..
وفي عصر المتوكل الذي بدأ فيه الانحطاط والوهن ، شنت حملات قاسية منع فيها
علم الكلام وجرم المعتزلة ، ليسود فقه ابن حنبل وشعاره المعروف ( من
تمنطق تزندق ) ومن ثم الغي الاجتهاد ، و ( تقدم النقل على العقل ) .. لو
قارنا الزمن المتوكلي بزمننا هذا لرأينا المشترك بين الزمنين .. انحطاط في
الاقتصاد والمجتمع والسياسة واتحطاط في الحراك الثقافي ونمو واتساع
الاتجاهات اللاعقلانية ، وما انتجته هاتان الحالتان من صعود الشخصيات
الديماغوجية والدوغمائية والكاركتيرية وتصدرها المشهد ، مع ازدهار التلون
الحرباوي في الاعلام ، والنفاق و التملق " اللواكه " في صفوف الجماهير ..
اليس هذا ما يريده لنا المركز الرأسمالي المتقدم ، ليجز " اصوافنا "
ويحلبنا كما يشاء فيما نحن لا نجيد الا الثغاء ؟
#العم_هلكان
#العم_هلكان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق