2019/10/26

العقال والكذله


اليوم الكذلة تسولف خلي عكالك للكلفات .. شعار من شعارات التظاهرات الشعبية العراقية ذكرني بازمنة سلفت .. ازمنة كان مصدر الاحتجاجات وامثولتها " العقال " حيث كانت كلمة واحدة تكفي للمرء ان ينكس رأسه بمجرد ان تقول له " عكالك بيه لطخه " حتى يفهمها بان شرفه ملطخ بالعار .. في ذلك الزمن كان العقال جزء من منظومة الرفض والاحتجاج والنوماس والدفاع عن الكرامة وارتبط بلفظ الزلم ، يعني الرجال ، حيث كانت ثورة الفلاحين التي عرفت بانها ثورة العشرين وغيرها من انتفاضات الفلاحين الطبقية والوطنية المستمرة والتي اذاقت الطبقة الاقطا _ برجوازية الكومبرادورية الويل ،هي ومشاريعها المرتبطة بالتبعية حتى تم اسقاطها في ثورة 14تموز الوطنية .
بعد ثورة تموز حدثت متغيرات عديدة حيث تراجعت تدريجيا امثولة الكرامة هذه عندما ساهمت بقايا الطبقة شبه الاقطاعية بالارتداد على ثورة تموز والقمع الرهيب الذي قادته فكان الرد : لا تفرح ابدمنه لا يلقطاعي / صويحب لو يموت المنجل يداعي .. وعاد المنجل كرمز للاحتجاجات جرى قتله واقصائه لصالح افكار الفاشستية القومية، وما سببته من دمار في المنظومة القيمية الثورية لتنحدر بعد سقوطها على ايدي الاحتلال الاجرامي الامريكي المتعدد الجنسيات للعراق .
نشأ ، جيل جديد تربى على المفاهيم الكاذبة والفردية لقيم " الديمقراطية " التي تستر بها الاحتلال فخلق جيلا اتسعت طموحاته بالحقوق الشخصية والعامة ،، والحرية ، لتصطدم بسلطة كومبرادورية نهمة ، اتاحت لها سلطة الاحتلال الاستغلالية الناهبة الكومشناتية الكهنوتية تدمير الاقتصاد والبلد لصالح المستغل الداخلي ، مع مواجهة كل آماله وتطلعاته بالدم والنار فكان " ابو كذله " الاسطورة التي رأيناها ببسالته وعزمه وتصديه للموت بشجاعه في الساحات .. لقد انطلق المارد من القمم ولن يتمكن احد من ارجاعه !

ليست هناك تعليقات: