2015/05/09

الحرب الطائفية .. التشابه والاختلاف

ما هي أوجه التشابه والاختلاف بين الحروب الطائفية ، في اوربا القرون الوسطى ، وبين هذه الحروب في المجتمعات الإسلامية والعربية في أيامنا هذه ؟
لقد مرت اوربا بهذه الحروب بكل بشاعاتها ووحشيتها ، كما نمر بها الان ، مما يشبهنا في إشكالات شكلية ، حيث تستغفلنا هذه المشاكلة عن ادراك الفارق الخطير والاساسي بين الحالتين .
لقد كانت الحروب الطائفية الاوربية ، في ظرف مجتمعي ، يشهد احتضارا للنظام الاقطاعي وبروز قوة ثورية صاعدة ، هي البرجوازية الرأسمالية الصاعدة ، فتلونت تلك الصراعات الطائفية بألوان هذا الصراع فكان لها أثر وتأثير بمتطلبات الواقع ، وقد كانت من ضمن متطلبات الولادة الدموية وألام الوضع ، ليتم كنس العلاقات والأيديولوجية الاقطاعية وبناء نظام اكثر تقدما وتطورا .
اما بالنسبة لأوضاعنا ، والمرحلة التي نمر بها حاليا ، فهو صراع ايديولجي " خالص " يقع في الغيوم ، بعد تهرأ نظام التبعية الاقتصادية الكومبرادوري الطفيلي وانعدام بديل له على الأرض ، لذا فهو اكثر وحشية وأستدامة ، وعلاقاته في الواقع تجد تعبيراتها في تفكك الدول والمجتمعات وإيجاد بديل لها في المنظومات العصبوية المافيوزية ، وهذا هو جوهر ما اطلق عليه " الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة " ومخرجاتهما المختلفة المميتة والمدمرة . والشكل المناسب لتداخل مصالح قوى الهيمنة الكبرى وشركائها المحليون ، رغم التنافر الضاهري بينهما ضمن الوحدة والتناقض
‫#‏العم_هلكان‬

ليست هناك تعليقات: