2014/05/31

العجوز

ربما كانت تبلغ السبعين أو تكاد. لها عينان وديعتان تنحدر تحتهما أخاديد عديدة. ظهرها المحدودب يبدوا تقوسه حتى وهي جالسة. منذ أن فقدت ابنها الوحيد في واحدة من الحروب المجنونة وهي تجلس في هذا المكان مستعطية ما تجود به أيادي المحسنين لإطعام يتامى ابنها. لله يامحسنين.. على كيس علي.. ضاع صوتها الضعيف وسط أزيز طائرات اف16 فيما كانت همرات أمريكية تلتهم الطريق مثيرة الغبار. انتصبت المرأة العجوز واقفة كما نخلة وقد استعادت عيناها بريقهما وهي تحدق في الهمرات بغضب. ابتلع الطريق آخر همر. بصقت العجوز وتناولت عصاها لتسير باتجاه المزار الواقع في نهاية المدينة. انداح الشارع وهي تدب عليه مبتعدة لتبدوا كنقطة سوداء على إسفلت الشارع من بعيد.

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

سطور قليلة، بمعاني كبيرة

أحسنت الصنعة.......