2012/01/11

العاجز


أندست بجانبه في فراشهما الوثير ..كانت الرقم الاخير في قائمة زوجاته.. وكانت الاصغر .قيل له : كم هي صغيرة .. ادرك معنى النظرات المختبيء في عيون مجالسيه ورنة الشك التي تخللت اصواتهم .
ـ انا اكثر فحولة منكم.. شباب اخر زمن .
قلها بصوت مرتعش .
تسرب دفأ جسدها الى عظامه المنخورة فحاول ان يلتصق بها . ربتت على رأسه حتى استغرق في النوم لتنسل بهدوء .. جمعت اغراضها على عجل وغادرت..
شعر بالغثيان ، فيما تراقصت الصور امامه . انتصبت صورتها الهلامية امام عينيه . عيناها الفاترتان تحدقان فيه وصدرها الشامخ اللدن ينتصب امامه كأنه يتحدى ..ازدادت ابتسامتها الساخرة اتساعا.. ود لو مد يديه النحيلتين ليحتظنها . انساب العرق المالح على جبينه لينحدر الى عينيه.. شعر بروحه وهي تتفسخ وتسمم جسده، بحركة عنيفة حطم زجاجة الخمر والكأس الفارغ بيديه وغادر الحانة . سار في الشارع الطويل وهو يترنح حتى بدأ حجمه يصغر رويدا رويدا ليتلاشى وكأن اسفلت الشارع قد ابتلعه ولم يبق له اي اثر .

ليست هناك تعليقات: