2010/10/26

مشاهد من الزمن الجديد -4-




حدث في العراق
كان ذلك في ظهيرة يوم قائض من أيام تموز ( اللي ينشف الماي بالكوز ) . الشمس اللاهبة تخترق حتى العظم . فجأة سمع السادة المسئولون وممثلو الشعب والأقرباء والأحباء والأصدقاء ألمتعددي الجنسيات من سكان المنطقة الجرداء سيارة بيع الغاز المخصصة لإغراض البطاقة التموينية , فهرعوا وهم يحملون قناني الغاز الفارغة أو يدحرجونها على أسفلت الشارع ( المحفر ) والكل يريد أن يكون في ( أول السرة ) . جاء السائق مهرولا والعرق يغمر جسده فصرخ بهم : لماذا تصطفون خلف السيارة والمختار غير موجود ؟ من يوزع عليكم الغاز ؟ انطلق مسرعا بسيارته بحثا عن بيت المختار . حمل الجميع قنانيهم وهم يركضون وراءه . وبعد تكرار هذه الحالة المأساوية تداعى السادة النواب إلى اجتماع ( حار بحار ) تحت أشعة الشمس الحارقة ليسلقوا مشروع قانون حول إلغاء فترة الظهيرة , بيد إن الاختلاف والخلاف أشتد حول تحديد وقت فترة الظهيرة , وكادت المشادات الحادة تصل إلى ما لا يحمد عقباه . أستخدم احدهم نقطة نظام بأن النصاب لم يكتمل بسبب سفر معظم النواب إلى المناطق الشعبية للاطلاع على أوضاع الرعية ولكن النصاب لم يكتمل لحد اللحظة الراهنة . لقد نسي السادة النواب أنفسهم وهم يطوفون المدن والأرياف بحثا عن مصالح الشعب .
حدث أيضا
الإحياء التي يسكنها الشعب تسمى الإحياء الخضراء , لكثرة حملات الأعمار التشجيرية وتنوع الأشجار في الجزرات الوسطية وفي الحدائق الغناء . اقترح احدهم - على عادة العرب في إطلاق لفظ السواد على الخضرة الكثيفة - تسميتها بالإحياء السوداء . جاءت سيارة الغاز التموينية لتوزع الغاز ( بلاش ) ولكن بعد أن بح صوت المختار وهو يصيح غاز .. غاز ( بلاش ) للشعب . لم يخرج احد من الشعب من بيته . أمر المختار السائق بإطلاق صوت المنبه ( الهورن ) على نغمة غاز .. غاز مصحوبة بموسيقى الخشابة . ما إن فعل السائق ذلك حتى أطلت الكثير من الوجوه الغاضبة وهي تهددهما بمقاضاتهما أمام المحاكم بتهمة إقلاق راحة الشعب ( الخدران ) من تبريد ( السبالت ) أو المكيفات . سألهم المختار عن مطالبهم , فجاءت أصواتهم ( باردة بعد أن جرشهم البخيخ ) مطالبين بطريقة غاز الأنابيب . في اليوم التالي كانت الإحياء الشعبية قد امتلأت بأنابيب الغاز السائل وقد اخترقت أحشاء البيوت .

ليست هناك تعليقات: