ما وراء الحدث

لقد قامت اسرائيل على اساس فكرة دينية ، كذا استندت داعش ايضا . كما قامت النازية والفاشستية على الشوفينية القومية .. التطرف القومي على حساب الازمات وما يثار عن القوميات المضطهدة في منطقتنا هو جزء من لعبة الراسمالية العالمية للهيمنة وهو لا يختلف عن النازية والفاشستية ويلعب دورا رجعيا ، هو مساهمة في اعاقةتحرر الشعوب اقتصاديا عن طريق تكاتفها في مواجهة الهيمنة الرأسمالية المعولمة واعادة انتاج طبقة سياسية من وكلاء العولمة تحت لافتات مزيفة براقة .. لقد تدم تدمير المنطقة تحت شعار الربيع العربي والحريات والمظلوميات واشتغلت منظومة التدمير الذاتي التي نرى نتائجها واضحة للعيان . فهل نكف عن الثرثرة اللبرالية الجديدة ؟

اللعبة

يجري تحميل المالكي بشخصه ، كل الخراب الذي نحن فيه الان ، فكل اطراف العملية السياسية وكذاك القوى " الداعشية " تنعق معا : المالكي سبب كل شيء والاخرون حمائم ، نحن كلنا ملائكة على اصنافنا من سماوية وارضية وما بينهما كلنا قد سجدنا لله الا المالكي فقد ابى واستكبر ويجب طرده من فردوس العراق .. هكذا هي اللعبة ، كلنا طيبون ولا يوجد الا شيطان واحد فلنخرجه وسوف نعيش بوئام وسلام ..هذا التبسيط المشبوه يريد اخفاء ادوار الاخرين الخطيرة جدا من ابناء بايدن ، وتعليقها على شماعة المالكي فقط .. وكون العراق يمر بهذا المنعطف الحقير يجب فضح كل اللاعبين بامن شعبه ووحدته فقد ثبت ان الملاك الوحيد الذي طرد من فردوس العراق هو الشعب العراقي فقط اما الاخرون فهم مجرد ابالسة في جحيم العم سام

البيت

شانهم شان بيوت هذا الحي الفقير. كان بيتهما صغيرا في مساحته ومتواضعا في بناءه ولكن هذا الأمر لم يمنع جميل وجميلة عن اللعب فيه مستضيفين أصدقائهما الصغار من أبناء الجيران. كالكثير من اللعاب الفقراء فان التراب يدخل عنصر رئيسي فيها. الرجال جميعا خرجوا للعمل أو للبحث عنه فيما كانت النساء تقوم بالأعمال البيتية المعتادة. فجأة دوى صوت انفجار قذيفة. هرع الجميع إلى إحدى الغرف الأشد متانة وهم يلتصقون ببعضهم البعض. أطلقت إحدى الطائرات صاروخها ليختفي الجميع تحت ركام البيت الذي هد من أساسه.
لفت انتباه هلكان بيت مدمر على شاشة التلفاز والرجال يخرجون من تحت أنقاضه جثة طفل في الخامسة من عمره. اطرق برأسه مهدودا ودموع غزيرة تنحدر على خديه. لم يتمكن من إيقاف نزيف دمعه فسكت عن الكلام المباح إلى أن يدرك الشعب العراقي وفقراءه نور الصباح.